علاج الألم

علاج الألم

من منّا لم يشعر بالألم من قبل؟! تُصيب الآلام المزمنة الكثير من الأشخاص فتعيقهم عن ممارسة أنشطتهم الاعتيادية طبيعيًا، وتُشَتِت تركيزهم فلا يشعرون إلا بها. 

غالبًا ما تتركز تلك الآلام في منطقة أسفل الظهر، أو الرقبة، أو الوجه، وربما تظهر الآلام على هيئة نوبات صداع مؤرقة على مدار اليوم!

لنتعرف معًا على ماهية تخصص علاج الألم، ونوضح دور هذا التخصص في تخفيف آلام المرضى دون الحاجة إلى الخضوع لتدخل جراحي عميق أو التعرُّض لمضاعفات خطرة إثر تلك التدخلات.

نبذة مختصرة عن علاج الألم

من المعروف أن الشعور بالألم المفاجئ لمدة قصيرة يُنبهنا إلى وجود علة ما داخل أجسامنا، لا سيما الآلام الحادة التي تستمر لمدة قصيرة، على العكس من الآلام المزمنة التي تدوم طويلًا، والتي غالبًا ما تتعلق بالأعصاب.

يتضمن علاج الألم استخدام تقنية حديثة تُدعى التردد الحراري، وهي تقنية فعالة في علاج الآلام الناتجة عن التهاب الأعصاب وجذورها.

تعتمد فكرة التردد الحراري على مرور تيار عالي التردد حول العصب، الأمر الذي يولد طاقة حرارية تعمل على حرق العصب المتسبب في الشعور بالألم.

استخدامات علاج الألم والتردد الحراري

يستخدم الأطباء تقنيات علاج الألم الحديثة لعلاج الآلام المزمنة الناتجة عن مشكلات في الأعصاب -غالبًا- وتشمل تلك المشكلات ما يلي:

  1. آلام الظهر والانزلاق الغضروفي (الديسك)

تُصيب مشكلة الانزلاق الغضروفي عددًا كبيرًا من الأشخاص، وهي مشكلة تتضمن خروج المادة الجيلاتينية الموجودة داخل حلقة الغضروف (الحلقة الليفية) -بسبب وجود ثقب بها- وبروزها إلى الخلف، مما يُشكل ضغطًا على الأعصاب.

ينقسم الانزلاق الغضروفي إلى نوعين بحَسَب الفقرات التي يُصيبها:

  • الانزلاق الغضروفي القَطَني: تخرج المادة الجيلاتينية الموجودة في الغضاريف الفاصلة بين الفقرات القَطَنية عن مكانها، مما يتسبب في آلام أسفل الظهر، وقد تنتشر تلك الآلام إلى القدمين.

ملاحظة: غالبًا ما يحدث الانزلاق الغضروفي القطني ما بين الفقرتين القطنيتين الرابعة والخامسة، أو ما بين الفقرة القطنية الخامسة والعجزية الأولى.

 

  • الانزلاق الغضروفي العنقي: تخرج مادة الغضاريف الواقعة بين الفقرات العنقية في الرقبة عن مكانها الأصلي، مما يسبب آلامًا مزعجة للمريض في تلك المنطقة.

تزداد حدة آلام الانزلاق الغضروفي عند الانحناء، أو السعال، أو العطس، أو الوقوف لمدة طويلة، أو المشي لمسافات طويلة. لا يُعَد الانزلاق الغضروفي السبب الوحيد لآلام أسفل الظهر، وتتمضن الأسباب الأخرى ضيق القناة الفقارية (الشوكية) وحدوث إصابة أو كسر في الحوض.

  1. عرق النَّسا

عرق النَّسا هو ألم يُصيب الأشخاص نتيجة التهاب العصب الوركيّ، وهو عصب يتفرع من أسفل الظهر ويمتد إلى الورك وأسفل الساق.

تنشأ تلك المشكلة نتيجة الإصابة بالانزلاق الغضروفي القطني؛ فعندما تضغط المادة الجيلاتينية الموجودة في الغضروف على العصب الوركي، فإنَّ العصب يلتهب ومن ثمَّ يشعر المريض بشيءٍ من الوخز أو الخَدَر في الساق، لا سيما عند الانحناء إلى الأمام بزاوية قائمة.

تتفاوت درجة ألم عرق النَّسا ما بين ألم طفيف وألم شديد لا يمكن تحمله، وغالبًا ما يشعر المريض بوخز أو موجات كهربية، وتزداد تلك الأعراض عند السعال أو الوقوف لفتراتٍ طويلة.

يمكن علاج آلام عرق النَّسا بدرجاتها المختلفة بدون جراحة بواسطة تقنيات التردد الحراري، والعلاج التحفظي (العلاج الطبيعي).

بالإضافة إلى ما سبق، هناك العديد من الحالات الأخرى التي يمكن السيطرة على آلامها بواسطة التردد الحراري، مثل:

  • حالات الصداع المزمنة.
  • التهاب العصب الخامس.
  • التخلص من الآلام الناتجة عن علاجات السرطان (العلاج الكيماوي).

خطوات جلسة علاج الألم

يخضع المريض لجلسة التردد الحراري في غرفة عمليات مُعقمة بالكامل تحت تأثير المخدر الموضعي. ويستخدم الطبيب جهاز الأشعة التداخلية لأخذ صورة سريعة لمنطقة الألم وعرضها على شاشة مُخصصة، بهدف: 

  • تحديد موقع جذور العصب المراد علاجها.
  • ضبط اتجاه إبرة جهاز التردد الحراري. 

بعد توجيه إبرة جهاز التردد الحراري إلى المكان المستهدف بدقة، تُصدِر تلك الإبرة موجات عالية التردد يتولد عنها نبضات حرارية تعمل على حرق العصب المتضرر، ومن ثمَّ التخلص من الألم.

أنواع التردد الحراري

تقنية علاج الألم بالتردد الحراري والأشعة التداخلية من التقنيات الآمنة للغاية، وتنقسم إلى نوعين أساسيين، هما:

  • التردد الحراري العادي

تنتج النبضات الحرارية في تقنية التردد الحراري العادي عن تيار مستمر عالي الجهد.

  • التردد الحراري النابض

يُعد التردد الحراري النابض من أحدث التطورات في مجال علاج الألم والأشعة التداخلية، ففي هذا النوع تنبعث الطاقة الحرارية على فترات متفاوتة وقصيرة كالنبضات تمامًا، لذا سُمي بالتردد الحراري “النابض”.

يختار طبيب وسيلة علاج الألم من بين النوعين السابقين وفقًا لما تتطلبه حالة المريض.

مميزات علاج الألم بدون جراحة

إليك أهم ما يميز تقنية علاج الألم بإيجاز في ضوء النقاط الآتية:

  • تساعد على تحسين وظيفة فقرات الرقبة والظهر، فإن فوائدها لا تقتصر على التخلص من الألم فحسب!
  • تقلل الألم فورًا بعد الجلسة بصورة ملحوظة، الأمر الذي يحد من استخدام المريض للمسكنات الفموية ذات الآثار الجانبية المضرة نتيجة استخدامها على المدى الطويل.
  • تسمح للطبيب بعلاج مناطق عديدة في جلسة واحدة.
  • يخضع المريض لجلسات علاج الألم في مكان معقم بالكامل وتحت تأثير التخدير الموضعي، مما يرفع نسب الأمان.
  • تقنية دقيقة فيما يتعلق بتحديد موضع الألم، فهي تعتمد على أجهزة الأشعة التداخلية الحديثة التي تساعد الطبيب على تحديد موطن الألم وتوجيه إبرة التردد الحراري إليه.
  • تساعد المريض على العودة لحياته الطبيعية سريعًا، فتلك التقنية لا تستدعي الحصول على فترة نقاهة، على عكس جراحات فقرات العمود الفقري التي تستلزم فترة تعافي طويلة.

تنبيه!

الألم عَرَض وليس مرض، لذا عليكَ بالتوجه السريع للطبيب المختص فور الشعور بالألم لتشخيص المشكلة التي تعانيها وبدء رحلة علاجك مكبرًا قبل تطور الوضع، فعلى سبيل المثال، إهمال علاج الانزلاق الغضروفي قد يؤدي إلى الإصابة بضعف العضلات وسقوط القدم، وهي حالة يصبح فيها المريض غير قادر على التحكم بعضلات قدمه.