تغيير مفصل الحوض
مفصل الحوض هو أكبر وأقوى مفاصل الجسم، ويرجع له الدور الرئيسي في قدرة الإنسان على الحركة والانتقال من مكانٍ لآخر، وعلى الرغم من قوة هذا المفصل ومدى التحام العظام المكونة له وارتباطها مع بعضها البعض، إلا أنه يتعرض في كثير من الأحيان لإصابات عدة تجعلنا في حاجة إلى تغييره.
لا ترتبط إصابات مفصل الحوض بتقدم العمر و وهشاشة العظام وضعفها فقط، بل تحدث لصغار السن أيضاً، فما الأسباب القهرية التي تؤدي إلى إصابة المفصل؟ ومتى نلجأ إلى عملية تغيير مفصل الحوض كحل أساسي للعلاج؟
عملية تغيير مفصل الحوض
يتكون مفصل الحوض من ثلاث عظمات ملتحمة مع بعضها البعض لتكون تجويف المفصل والذي يُعرف باسم (الحق الحرقفي)، ويستقر داخلة الجزء الكروي من عظمة الفخذ مكونين معاً مفصل الحوض ككل، والذي يمكن الإنسان من تحريك قدميه في الاتجاهات المختلفة.
نتيجة لأسباب مختلفة -أهمها الحوادث المفاجئة والتدخلات البدنية العنيفة- يُصاب مفصل الحوض بالخلع أو الكسر، وقد ينتج عن إصابات المفصل طويلة الأجل تآكل المادة الغضروفية التي تفصل بين عظام الحوض وتمنع احتكاكها ببعضها البعض، ما يؤدي إلى الإصابة بخشونة في مفصل الحوض وزيادة الاحتكاك بين العظام المكونة له.
تؤدي خشونة مفصل الحوض إلى شعور المُصاب بآلام بالغة تعيق حركته وتمنعه من القيام بأنشطته اليومية المعتادة، وهو ما يستوجب من الأطباء اللجوء إلى عملية تغيير مفصل الحوض واستبداله بآخر صناعي للتخلص من الألم ومساعدة المريض على العودة إلى حياته الطبيعية.
ما هي أسباب خشونة مفصل الحوض؟
خشونة الحوض من الأمراض غير المتعارف عليها -بعكس الإصابة بخشونة الركبة-، وتنتج عن ضعف الإمداد الدموي المغذي لمنطقة رأس عظمة الفخذ وعظام الحوض، مما يؤدي إلى تلفها و إصابتها بالخشونة بعد فترة من الزمن، أو قد تأتي خشونة المفصل بعد التعرض لكسر ما في جزء من عظام الحوض، وكلما تأخر المريض في تلقي العلاج المناسب للخشونة، كلما تطورت درجة الإصابة وتلفت عظام المفصل.
تحتاج حالات خشونة مفصل الحوض المتقدمة إلى التدخل الجراحي وتغيير رأس المفصل المصابة واستبدالها بأخرى صناعية تمكن المريض من تحريك ساقه في الاتجاهات المختلفة بحرية دون الشعور بالألم.
-
أنواع المفاصل الصناعية المستخدمة
كانت تستخدم مجموعة من المفاصل المصنعة من مادة الاستانلس والكوبلت كروم سابقًا، لكنها أدت إلى إصابة المريض بالعديد من المضاعفات أشهرها كسر المفصل بعد فترة قليلة جداً من الجراحة، إلى أن توصل الأطباء إلى أنواع مفاصل جديدة تعطي عملية تغيير مفصل الحوض نسب نجاح أعلى، كما أنها أكثر أمناً للمريض.
إنَّ أحدث المفاصل المستخدمة حديثًا هي مفاصل مصنعة من التيتانيوم والسيراميك، التي تقلل فرص الاحتكاك والتآكل مع العظام، كما أن رأس المفصل تصل إلى 36 ملم، وهو ما يجعل احتمالات خلع المفصل مُجددًا تكاد تكون صفر بالمئة.
-
خطوات عملية تغيير مفصل الحوض
تُجرى عملية تغيير مفصل الحوض داخل مركز دكتور إبراهيم جادو -استشاري جراحة العظام والمفاصل الصناعية- عن طريق إحدى التقنيات الحديثة والتي تُعرف باسم ASI.
تُتيح تقنية ASI إجراء عملية تغيير مفصل الحوض من خلال جرح صغير للغاية في الجزء الأمامي من الفخذ، دون تضرر الأنسجة والعضلات.
أنواع عمليات تغيير مفصل الحوض
تُجرى الجراحة عن طريق تغير المفصل بالكامل أو بعض الأجزاء منه حسب تشخيص الطبيب للحالة.
- عملية تغيير مفصل الحوض بالكامل
يقوم الطبيب في هذا النوع من الجراحات بإزالة رأس عظمة الفخذ(femur bone)، والتخلص من أنسجة العظام التالفة من الحق الحرقفي أو استبدالها بالكامل إن لزم الأمر.
- عملية تغيير جزء من مفصل الحوض
تختلف عملية الاستبدال الجزئي لمفصل الحوض عن الكلي في تغيير جزء واحد فقط من عظام المفصل، إما الجزء الكروي من عظمة الفخذ أو الحرق الحرقفي مع الإبقاء على الجزء الآخر دون المساس به.
بعد الخضوع للجراحة يحتاج المريض إلى الراحة التامة خلال الأيام الأولى من العملية حتى يلتئم الجرح وتستعيد العضلات قدرتها على الانقباض والانبساط، بعدها يعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية.