هشاشة العظام
الأسباب وطرق العلاج
خلق الله سبحانه وتعالى النسيج العظمي نسيجًا مُتجددًا للحفاظ على العظام قوية ومتينة، وذلك عن طريق هدم النسيج العظمي القديم، وتكوين نسيج عظمي جديد.
يزيد معدل بناء العظام أثناء مرحلة الطفولة، وبعد تخطي أوائل العشرينيات تتباطأ تلك العملية، ويصل أغلب الأفراد إلى أعلى كتلة عظمية عند بلوغهم سن الثلاثين. ومع التقدُّم في العمر، يزداد مُعدل هدم العظام عن معدل البناء، ومن هنا يمكننا تعريف مرض هشاشة العظام.
ما هو مرض هشاشة العظام؟
مرض هشاشة العظام يعني ضعف بنية العظام نتيجة لزيادة معدل الهدم عن مُعدل البناء، مما يجعل العظام هشة وسهلة الكسر.
يُشبه نسيج العظام خلية النحل، حيث يتكون من بنية عظمية تتخللها فراغات لا تُري بالعين المجردة، ويزيد حجم تلك الفراغات لدى مريض هشاشة العظام، ويقل سُمْك الكتلة العظمية المُحيطة، مما يجعل العظام هشة سهلة الكسر عند التعرض للصدمات البسيطة.
من الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام؟
تُصيب هشاشة العظام الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن نسبة الإصابة لدى السيدات أكثر ارتفاعًا، وتتضمن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض:
- النساء ذوات البشرة البيضاء والآسيويات.
- السيدات اللاتي تجاوزن سن اليأس.
- الأفراد ممن تجاوزوا الأربعين.
- من يمتلكون تاريخًا عائليًا للإصابة بهشاشة العظام.
- قصار القامة، نظراً لقلة الكتلة العظمية لديهم.
- الأشخاص الذين يعتمدون على أدوية الكورتيزول (الكورتيزون) لفترات طويلة.
أسباب هشاشة العظام
تتأثر كثافة العظام بالعديد من العوامل كما ذكرنا سابقًا، ذلك بالإضافة إلى بعض الأسباب المرضية، ومنها:
- اضطراب الهرمونات الجنسية: انخفاض مستوى هرمون الإستروجين لدى النساء يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، كما أن انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال يُزيد من خطر إصابتهم بهشاشة العظام.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- فرط نشاط الغدة الجار درقية والغدة الكظرية.
- نقص مستوى الكالسيوم في الدم.
- نقص مستوى فيتامين (د) في الدم.
- أمراض الكلى والكبد.
- السرطان.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- داء الأمعاء الالتهابي.
مضاعفات هشاشة العظام
تُعَد كسور العظام أخطر مُضاعفات الإصابة بالهشاشة، والتي قد تُصيب العمود الفقري أو الفخذ، وهي كسور لا يستدعي حدوثها السقوط أو الاصطدام الشديد.
وقد تَضعُف عظام العمود الفقري إلى درجة الانكماش، وهو ما يؤدي إلى الشعور بألم في الظهر، ونقص الطول، وتقوس العمود الفقري إلى الأمام.
تشخيص هشاشة العظام
تُشخص هشاشة العظام عن طريق مسح عظام الجسم ضوئياً باستخدام جهاز يستخدم مستويات منخفضة من الأشعة السينية لتحديد نسبة المعادن في العظام. وفي معظم الحالات يفحص الطبيب المختص بعض العظام المحددة، والتي غالبًا ما تكون عظام الفخذ والعمود الفقري.
علاج هشاشة العظام
يعتمد علاج هشاشة العظام على تحديد السبب المؤدي للهشاشة، فإذا كان السبب هرمونيًا فيصف الطبيب للمريضه تناول الهرمونات التعويضية، وإذا كان السبب نقص المعادن والفيتامينات، فيتناول المريض المكملات الغذائية التي تحوي تلك الفيتامينات والمعادن.
ذلك بالإضافة إلى وصف بعض الأدوية التي تحد من فرص الإصابة بكسور العظام، مثل مجموعة بيسفوسفونات، ودينوسوماب.
الوقاية من هشاشة العظام
يمكن الوقاية من هشاشة العظام باتباع النصائح التالية:
- اتباع نظام غذائي صحي يوفر جميع المعادن والفيتامينات الهامة لبناء العظام، مثل الكالسيوم الموجود في منتجات الألبان، وفيتامين (د) الموجود في الأسماك الدهنية واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحرص على التعرض اليومي للشمس غير الحارقة، فأشعة الشمس تعمل على تنشيط فيتامين (د) في الجسم.
ننصحكم أيضًا بضرورة مُتابعة الطبيب دوريًا عند امتلاك تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، أو عند وجود أحد العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.